العقل السليم في الجسم السليم



تحتوي حقيبة الأطباء على المزيد والمزيد من الذخائر التي يستخدمونها في معركتهم للدفع بالمرضى نحو إنقاص الوزن وأكل المزيد من الخضروات: وليس هذا مفيدًا للقلب فقط بل تمتد فائدته إلى المخ أيضًا.
عُقد لقاء دولي كبير للخبراء المختصين بدراسة مرض الزهايمر. كشف الباحثون في هذا اللقاء النقاب عن دراسة تشير إلى أن السمنة في منتصف العمر تزيد من خطر الإصابة بفقدان الذاكرة مع التقدّم في السن، كما أن هناك دراسة أكّدت أن تناول الأطعمة الخضراء والخضروات الورقية يحد من سرعة التدهور الطبيعي في القدرات الإدراكية الحادثة بفعل التقدم في السن.
 
 
 
ينفق المجتمع الطبي كمًا هائلًا من الموارد على محاولات الوقاية من مرض الزهايمر في الوقت الذي يعكف فيه العلماء على أبحاثهم سعيًا نحو التوصل إلى علاج فعال لهذا المرض. يعاني حوالي أربعة ملايين ونصف المليون أمريكي من مرض جنون البقر، وبحسب ما أعلنته جمعية الزهايمر فقد يصل هذا العدد إلى ما بين 11.3 – 16 مليونًا في 2050. لا تمنح العلاجات المتوافرة حاليًا سوى القليل عبر الحد من السرعة التي تتدهور بها الذاكرة لدى مرضى الزهايمر.
أُجريت دراسة في فنلندا أُخضع فيها ألفا شخص من الذين تمتعوا في منتصف العمر ببنية تجعلهم يوصفون بـ"البدناء"- أي الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم الخاص بهم الثلاثين- للدراسة. أثبتت هذه الدراسة أن فرص الإصابة بمرض الزهايمر لدى مثل هؤلاء الأشخاص تعادل ثلاث مرات ونصف معدل تلك الفرص لدى أولئك الذين تمتعوا ببنية ووزن طبيعيين. يأخذ مؤشر كتلة الجسم في الاعتبار عددًا من العوامل مثل الطول والوزن. لقد بدأ الباحثون في ملاحظة هؤلاء الأشخاص منذ 1972؛ حيث تمت متابعة عدد من الأفراد في الوقت الذي تقدمت فيه أعمارهم، وتوصل الباحثون بعد هذا الجهد المضني إلى أنه في الوقت الذي يمثل فيه ارتفاع ضغط الدم ونسب الكولسترول في الدم عوامل خطر رئيسية للإصابة بهذا المرض فإن السمنة مازالت تمثل وحدها الخطر الأكبر.
في الوقت ذاته أجرى باحثون بكلية الطب بجامعة هارفارد دراسةً مؤداها أن النساء الذين يتناولون أسبوعيًا ثماني حصص أو أكثر من الأطعمة الخضراء والخضروات الورقية مثل السبانخ والخس يتمتعون بوظائف معرفية أفضل من أولئك الذين تناولوا ثلاثة حصص أو أقل من الخضروات-1.7 سنة أصغر من المتوقع لأعمارهم، كما أن النساء الذين تناولوا البروكلي وبراعم بروكسل تمتعوا بقدرات إدراكية تعادل 1.3 سنة أصغر من المتوقع بالنسبة لأعمارهم. تمكن العلماء من خلال هذه الدراسات تأكيد الفرضية القائلة بأن تناول الخضروات والفواكه يقلل كثيرًا من فرص الإصابة بفقدان الذاكرة نظرًا لما تحتويه من مضادات للأكسدة مثل فيتامين سي وحمض الفوليك. أيضًا فقد تطرّقت الدراسة إلى تناول الفاكهة وتأثيرها على القدرات الإدراكية ولكن لم يجد الباحثون له تأثيرًا يذكر.
استخدم الباحثون في هذه الدراسة البيانات التي وفرتها دراسة "صحة الممرضات" Nurses Health Study التي أجريت على ما يزيد على مائة وعشرين ألف ممرضة. بدأت هذه الدراسة في 1984 بإلقاء الأسئلة على الممرضات حول المعدلات التي يتناولون بها مختلف أنواع الأطعمة، ثم قام الباحثون من جامعة هارفارد بمقارنة هذه البيانات عن طريق إجراء الاختبارات الإدراكية، بما فيها ألعاب الذاكرة، لتنتهي هذه الدراسة بين عامي 1995 و2003.
(المصدر: رابطة أنديةالـ IHRSA – أندريه بيترسين، المراسل الصحفي في وول ستريت جورنال)